شهد القطاع الزراعي في المغرب أزمة غير مسبوقة خلال عام 2024، نتيجة موجة جفاف طويلة أثرت بشكل كبير على إنتاج الحبوب.
وأفاد تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في 7 فبراير 2025، بأن محصول الحبوب سجل انخفاضًا تجاوز 40% مقارنةً بالمتوسط السنوي، ما دفع المغرب إلى زيادة وارداته من الحبوب بنسبة 30%.
تراجع الإنتاج الزراعي
أوضح تقرير الفاو أن إجمالي إنتاج الحبوب في المغرب خلال 2024 بلغ حوالي 3.3 مليون طن، وهو أحد أدنى مستويات الإنتاج في العقدين الأخيرين.
وسجل إنتاج القمح وحده 2.5 مليون طن، وهو الرقم الأدنى منذ أكثر من 15 عامًا، نتيجة لانخفاض معدل تساقط الأمطار بنسبة 70% في شهري فبراير ومارس 2024.
جهود دعم الفلاحين
على الرغم من محاولات الحكومة دعم الفلاحين مع بداية الموسم الفلاحي في أكتوبر 2024، من خلال تخفيض أسعار بذور القمح والشعير بنسبة 5% و3% على التوالي، إلا أن تأخر الأمطار في شهري نوفمبر وديسمبر أدى إلى تأجيل زراعة المحاصيل الشتوية.
زيادة الواردات ودعم الأسعار
نتيجة لهذا التراجع الحاد في الإنتاج، توقعت الفاو أن تصل واردات المغرب من الحبوب خلال موسم 2024/2025 إلى نحو 11 مليون طن، بزيادة 30% عن المتوسط السنوي المعتاد.
ولتخفيف الضغط على السوق المحلية، اتخذت الحكومة قرارًا بدعم أسعار القمح اللين من بداية يناير حتى نهاية أبريل 2025، بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار وضمان توفير مخزون كافٍ لصناعة الخبز.
انخفاض التضخم الغذائي
على الرغم من الأزمة الزراعية، شهد المغرب انخفاضًا ملحوظًا في معدل التضخم الغذائي، الذي بلغ 1% في ديسمبر 2024، مقارنةً مع الذروة التي بلغها في فبراير 2023 بنسبة 21%.
هذا الانخفاض نُسب إلى تراجع أسعار الفواكه والخضروات، مما ساهم في تخفيف الضغط على أسعار المواد الغذائية.
التحديات المستقبلية
يعتمد نجاح الموسم الفلاحي لعام 2025 بشكل كبير على مستوى التساقطات المطرية في شهري فبراير ومارس.
وفي ظل التغيرات المناخية المستمرة، أصبح من الضروري أن يعزز المغرب استثماراته في تقنيات الزراعة المستدامة، بالإضافة إلى تقديم المزيد من الدعم للفلاحين لضمان تحقيق الأمن الغذائي واستدامة القطاع الزراعي.