“دموع البصل” تُغرق المغاربة.. الأسعار تحلق فوق القدرة الشرائية!
يشهد سوق الخضر المغربي جنونًا غير مسبوق، وبطله هذه المرة “البصل”، الذي قفزت أسعاره بشكل صاروخي، متجاوزة حاجز الـ 13 درهمًا للكيلوغرام الواحد في أسواق التقسيط.
هذا الارتفاع الجنوني أثقل كاهل المواطنين وأثار موجة غضب عارمة، وسط اتهامات بـ”استسلام” غير مبرر لارتفاعات متكررة في أسعار الخضر الأساسية.
تصدير يلتهم السوق المحلي.. ورمضان يُشعل الأسعار
تكشف المعطيات أن أسباب هذا اللهيب السعري تعود إلى ارتفاع أسعار البصل في أسواق الجملة للخضر والفواكه، حيث تراوحت بين 7 و9 دراهم للكيلوغرام في سوق الدار البيضاء، أحد أكبر الشرايين التجارية في المملكة.
ومع انتقال هذه الزيادات إلى أسواق الأحياء، وصل سعر البصل الأحمر إلى مستويات قياسية بلغت 12 درهمًا للكيلوغرام، مما أشعل فتيل استياء المستهلكين.
عبد الرزاق الشابي، رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أوضح أن أسعار البصل خلال شهر رمضان تراوحت ما بين 8 و10 دراهم للكيلوغرام، مما يعني أن أسواق القرب شهدت أسعارًا تتجاوز 12 درهمًا.
وعزا الشابي هذا الارتفاع الصادم إلى التصدير المكثف للأسواق الأفريقية منذ شهر سبتمبر الماضي، حيث يتم تصدير كميات هائلة من البصل إلى الخارج، مما أدى إلى نقص حاد في المعروض بالسوق المحلي ودفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
كما ساهم شهر رمضان، الذي يشهد تقليديًا زيادة كبيرة في الطلب على المواد الغذائية، في تفاقم أزمة أسعار البصل، بالتزامن مع نهاية الموسم الفلاحي، مما أدى إلى تراجع الكميات المتوفرة في الأسواق.
بارقة أمل في الأفق.. أم أزمة هيكلية تنتظر الحل؟
رغم هذا الارتفاع الحاد، يتوقع الشابي انخفاض أسعار البصل بعد انقضاء شهر رمضان، مع استقرار الطلب وتجدد دورة الإنتاج. إلا أن البعض يرى أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة هيكلة جذرية لتنظيم السوق، بهدف الحد من التأثير السلبي لنقص المعروض المحلي والتصدير المفرط، الذي يضر بمصالح المستهلكين.
أسئلة معلقة.. وحلول مُلحة لإنقاذ القدرة الشرائية
يثير هذا الوضع تساؤلات حاسمة حول آليات ضبط السوق وحماية المستهلكين من ارتفاعات غير مبررة تهدد قوتهم الشرائية.
ومع تزايد الضغوط الاقتصادية على المواطنين، تبدو الحاجة ملحة لتبني استراتيجيات جديدة تضمن استقرار الأسعار، وتحقق توازنًا عادلاً بين مصالح المنتجين والمستهلكين، قبل أن تتحول “دموع البصل” إلى سيل من الغضب الشعبي.
