صرخة برلمانية تدوي: النحل المغربي يئن.. هل ينقذ الفلاحون العسل من “الانهيار”؟
وجه مولاي المهدي الفاطمي، البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سهام النقد إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مُنبّهًا إلى أزمة خطيرة تُهدد عرش النحل في المغرب، وما يترتب عليها من تداعيات كارثية على القطاع الزراعي وإنتاج العسل.
“الذهب السائل” في خطر.. والنحل عمود الاقتصاد الأخضر
أكد الفاطمي في سؤاله الكتابي أن النحل ليس مجرد حشرة، بل هو “دينامو” التلقيح وعماد إنتاجية المحاصيل الزراعية، مما يجعله حجر الزاوية في المنظومة البيئية والفلاحية.
ومع ذلك، يواجه مربو النحل ومنتجو العسل معركة بقاء شرسة، بسبب التناقص المريع في أعداد خلايا النحل، وهو ما ينذر بكارثة لا تطال فقط قطاع تربية النحل، بل تهدد الأمن الغذائي برمته.
مبيدات قاتلة ومناخ متقلب.. أسباب “مجزرة” النحل
أشار البرلماني إلى أن السنوات الأخيرة شهدت “نزيفًا” حادًا في أعداد النحل، نتيجة تضافر عوامل عدة، أبرزها:
- “سموم” الحقول: الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، وعلى رأسها “النيونيكوتينويدات” القاتلة، التي تُسمم النحل وتُدمر جهازه العصبي.
- “جفاف” الطبيعة: التغيرات المناخية المتسارعة، من ارتفاع قياسي في درجات الحرارة إلى موجات الجفاف الطويلة، مما يُقلص بشدة مصادر الغذاء الطبيعية التي يعتمد عليها النحل في بقائه وتكاثره.
- “أعباء” الإنتاج: الصعوبات الاقتصادية المتزايدة، وعلى رأسها ارتفاع تكاليف الإنتاج الباهظة، من تغذية النحل المكلفة إلى العناية به خلال فترات الجفاف أو ندرة الأزهار، مما يُثقل كاهل المنتجين ويُهدد استدامة القطاع.
“مرارة” العسل.. تداعيات اقتصادية واجتماعية وخيمة
حذر الفاطمي من أن هذه التحديات لا تُلقي بظلالها القاتمة على إنتاج العسل فحسب، بل تُؤدي أيضًا إلى ارتفاع جنوني في أسعاره وتدهور جودته في الأسواق، مما يُلحق ضررًا بالغًا بالمزارعين والمستهلكين على حد سواء.
وأكد أن هذه الأزمة تستدعي تحركًا عاجلًا وحاسمًا من الجهات المعنية لوضع حلول جذرية ومستدامة تحمي النحل وتعزز قطاع تربية النحل في المغرب.
“إنقاذ النحل”.. هل تتحرك الحكومة قبل فوات الأوان؟
هذا السؤال البرلماني يُشعل فتيل نقاش وطني واسع حول الأهمية القصوى لحماية النحل كعنصر حيوي في التوازن البيئي والزراعي.
ويضع مسؤولية تاريخية على عاتق الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات فعالة وملموسة لمواجهة هذه الأزمة المُحدقة.
فهل ستشهد المرحلة المقبلة خطوات جريئة لإنقاذ النحل وضمان استدامة إنتاج “الذهب السائل” في المغرب؟ وهل ستستجيب الحكومة لهذه الصرخة البرلمانية قبل أن يُصبح العسل مجرد ذكرى؟