ذكرى 7 أبريل 1947: محطة خالدة في مسيرة الكفاح الوطني المغربي
يُحيي الشعب المغربي، يوم الإثنين المقبل، الذكرى الـ 78 للمجزرة الدامية التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الفرنسي في 7 أبريل 1947 بحق ساكنة مدينة الدار البيضاء، في محاولة بائسة لعرقلة زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة طنجة.
تلك الزيارة التاريخية التي شكلت لحظة حاسمة في المطالبة بالحرية والاستقلال وتأكيد وحدة التراب الوطني.
مجزرة تخطّت حدود الإجرام
شهدت أحياء عدة في الدار البيضاء، منها ابن مسيك وكراج علال ومديونة ودرب الكبير، حملة تنكيل وتقتيل عشوائية نفذتها قوات الاحتلال، ما أسفر عن سقوط المئات بين شهداء وجرحى، دون تمييز بين أطفال ونساء وشيوخ.
ورافق هذه المجزرة اعتقالات واسعة طالت النشطاء الوطنيين بهدف بث الرعب وثني المغفور له محمد الخامس عن زيارته المرتقبة لطنجة.
تحدي الاحتلال وإصرار على الكفاح
رغم محاولة الاحتلال ثني الملك الراحل محمد الخامس عن خطته، إلا أن بطل التحرير والاستقلال أصر على المضي قدمًا.
زار عائلات الضحايا في الدار البيضاء ليُعبر عن مواساته، قبل أن يُلقي خطابه التاريخي يوم 10 أبريل 1947 في طنجة، والذي أعلن فيه عن وحدة الشعب المغربي وعزمه على تحقيق الاستقلال ونيل السيادة الكاملة.
أثر هذه الأحداث على الحراك الوطني
ساهمت تلك المجازر في إشعال جذوة المقاومة الوطنية، حيث قادت إلى تنفيذ إضرابات عامة في المدن المغربية، وتعزيز مشاعر الوحدة والنضال ضد الاحتلال.
وسرعان ما تصاعدت العمليات الفدائية وصولًا إلى ثورة 20 غشت 1953، التي جاءت ردًا على نفي السلطان الشرعي، وساهمت في بلورة نهاية الاستعمار وبزوغ فجر الحرية والاستقلال.
برنامج إحياء الذكرى
تحتفي المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه الذكرى بتنظيم فعاليات وطنية يوم 7 أبريل 2025 بالدار البيضاء، تشمل وقفة ترحم بساحة 7 أبريل بدرب الكبير، ومهرجان خطابي بمقر عمالة الفداء-مرس السلطان.
كما ستُكرّم عددًا من قدماء المقاومين، وتوزع إعانات مالية لأسر المجاهدين.
وبالتوازي، ستُنظم أنشطة ثقافية وتربوية ورياضية في مختلف جهات المملكة، بهدف ترسيخ القيم الوطنية وتخليد تضحيات الأجداد الذين بذلوا الغالي والنفيس لتحرير الوطن.
ذكرى هذا اليوم تبقى محفورة في وجدان الأمة المغربية، لتذكّر الجميع بقيم الوطنية والتضحية والتحدي التي صنعت استقلال البلاد.