في تحول لافت يعكس توازنات إقليمية جديدة، جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعمه القوي لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، ليُقابل ذلك بصمت حذر من الجزائر، التي اكتفت بـ”أسف” دبلوماسي خافت، مُتخلية عن نبرتها النارية المعهودة.
هذا التغير في رد الفعل الجزائري يُشير إلى تأثير “هيبة واشنطن” وتصاعد عزلة الجزائر على الساحة الدولية.
“واشنطن تُحكم قبضتها”.. و”الجزائر في الزاوية“:
يبدو أن ثقل الموقف الأمريكي دفع الجزائر إلى التراجع عن التصعيد، مُعترفًا ضمنيًا بقوة النفوذ الدولي للمغرب.
هذا الصمت الجزائري يأتي في ظل تدهور علاقاتها مع فرنسا ودول الجوار، وتزايد الدول الأفريقية الساحبة لاعترافها بـ”الجمهورية الوهمية”، ليُحاصر قصر المرادية دبلوماسيًا أكثر من أي وقت مضى.
“بوريطة في واشنطن وعراقجي في الجزائر”.. مشهد دبلوماسي مُفارق:
يُعمق من حرج الجزائر الاستقبال المتزامن لوزير الخارجية الإيراني، في الوقت الذي كان فيه نظيره المغربي ناصر بوريطة يعقد لقاءات رفيعة المستوى في واشنطن، مُبرزًا التباين الصارخ بين دبلوماسية مغربية نشطة تقود شراكات استراتيجية، وردود فعل جزائرية مُتذبذبة تعكس ارتباكًا واضحًا.
“تحولات جيوسياسية حاسمة”.. المغرب يُعزز موقعه والجزائر تُواجه التحديات:
يُجسد هذا المشهد تحولات جيوسياسية عميقة في المنطقة، حيث يُواصل المغرب تعزيز مكانته كقوة إقليمية ودبلوماسية وازنة، بينما تجد الجزائر نفسها أمام تحديات مُتزايدة تُلقي بظلالها على قدرتها على إعادة صياغة استراتيجيتها الدبلوماسية لمواكبة هذه المتغيرات المتسارعة.