جدّدت الأمم المتحدة دق ناقوس الخطر بشأن ممارسات جبهة البوليساريو في الصحراء المغربية، بعد تسجيل خروقات متكررة تمسّ مهام بعثة “المينورسو”، أبرزها منع شاحنات أممية من عبور منطقة أغوينيت العازلة، في تصرّف وصفته مصادر دبلوماسية بأنه تحدٍّ صريح للشرعية الدولية وعرقلة مباشرة للعمل الأممي الميداني.
لقاء رسمي في نيويورك لتشريح الوضع السياسي
هذا التطوّر جاء في سياق لقاء رسمي عقدته روزماري ديكارلو، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة المكلّفة بالشؤون السياسية وبناء السلام، مع سيدي محمد عمار، ممثل البوليساريو لدى بعثة “المينورسو”، وذلك يوم الثلاثاء بمقر المنظمة الدولية بنيويورك.
ووفق ما نشره المسؤول الانفصالي عبر منصة “إكس”، فقد تطرّق اللقاء إلى مستجدات الملف السياسي ومسار التسوية الذي ترعاه الأمم المتحدة، حيث حاول عرض رؤية الجبهة بخصوص تطورات النزاع المفتعل.
تحرّك أممي بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن
ويأتي هذا اللقاء بعد أيام قليلة فقط من جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي، تلقى خلالها الأعضاء إحاطتين من كلّ من:
- ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي المكلف بملف الصحراء.
- ألكسندر إيفانكو، رئيس بعثة “المينورسو”.
وقد ركّزت الإحاطات على الوضع الأمني المتوتر، إلى جانب الجهود الجارية لإعادة إطلاق الدينامية السياسية نحو حل دائم ومتوافق عليه.
الملف الصحراوي بين تعقيد الواقع وضغط المنتظم الدولي
في ظل تسارع التطورات الإقليمية وتصاعد الاستفزازات الميدانية، يتّجه ملف الصحراء نحو مزيد من التعقيد، ما يفرض تحديات إضافية على مسار الوساطة الأممية. وبين التعنّت الانفصالي والضغوط الدولية المتزايدة، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح الجهود الحالية في كسر الجمود السياسي، أم أن الأزمة ماضية نحو مزيد من التصعيد؟
الأيام القادمة قد تحمل مؤشرات أوضح في هذا المسار المتقلب.