الولايات المتحدة تدخل على خط NMGP
خلال الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بواشنطن، كشف والي إدون، وزير المالية والتنسيق الاقتصادي النيجيري، عن بوادر دخول أمريكي قوي على خط مشروع أنبوب الغاز النيجيري-المغربي (NMGP)، أحد أضخم المشاريع الاستراتيجية في القارة الإفريقية.
غاز نيجيريا تحت رادار واشنطن
في اجتماع عالي المستوى جمع الوزير إدون بمحافظ البنك المركزي النيجيري أوبايمي كاردوسو، وممثلين من وزارة الخارجية الأمريكية، أعربت واشنطن عن اهتمامها البالغ بتعزيز استثماراتها في قطاع الغاز الطبيعي النيجيري، مع تركيز خاص على المشروع الضخم الذي سيربط نيجيريا بالمغرب، بفضل ما تزخر به البلاد من احتياطات هائلة في هذا المورد الحيوي.
رهانات طاقية ورقمية
وبحسب صحيفة “The Cable” النيجيرية، لا ينحصر اهتمام الولايات المتحدة بالغاز فقط، بل يشمل أيضًا الاستثمار في البنية التحتية الرقمية من خلال دعم مشاريع الألياف البصرية العابرة للأطلسي، في إطار رؤية شمولية لتعزيز الربط الرقمي والطاقي بين إفريقيا والعالم.
أرباح مغربية منتظرة
من جهة أخرى، يُعد المشروع محطة مفصلية في الاستراتيجية الطاقية للمغرب، حيث يُنتظر أن يُعزز:
- أمنه الطاقي في ظل تزايد الطلب على الغاز، من مليار متر مكعب حاليًا إلى 8 مليارات متر مكعب بحلول 2027.
- مكانته كمحور طاقي إقليمي يربط إفريقيا بأوروبا عبر شبكة غازية ضخمة.
مواصفات المشروع العملاق
يمتد أنبوب الغاز على طول 6800 كيلومتر، منها 5100 كلم تحت البحر و1700 كلم فوق اليابسة، بقدرة سنوية تلامس 30 مليار متر مكعب، وكلفة تقارب 25 مليار دولار.
ويمر المشروع عبر 13 دولة إفريقية، هي: نيجيريا، بنين، توغو، غانا، كوت ديفوار، ليبيريا، سيراليون، غينيا، غينيا بيساو، غامبيا، السنغال، موريتانيا، والمغرب.
أفق جديد للطاقة الإفريقية
مع تصاعد اهتمام القوى الاقتصادية الكبرى بهذا المشروع، تتعزز فرص بلورة شراكة طاقية جديدة بين إفريقيا وأوروبا، تقودها دول الجنوب، وتُسهم في إعادة رسم خريطة سوق الطاقة الإقليمية.
فهل يُشكّل NMGP نقطة التحول في معادلات الطاقة الدولية؟ الأيام المقبلة كفيلة بكشف معالم هذا التحول التاريخي.