كنز سيروا المعدني يُفجّر سباق المعادن الخضراء.. المغرب على أعتاب طفرة جيواقتصادية

فؤاد القاسمي1 مايو 2025آخر تحديث :
كنز سيروا المعدني يُفجّر سباق المعادن الخضراء.. المغرب على أعتاب طفرة جيواقتصادية

في تحول جيولوجي غير مسبوق قد يعيد تشكيل معادلة الثروات المعدنية في المنطقة، أعلنت شركة Catalyst Metals Inc الكندية عن اكتشاف استراتيجي ضخم للمعادن الحيوية بمنطقة سيروا بإقليم ورزازات جنوب المغرب، ضمن مشروعها الطموح أماسّين”.

اكتشاف وصفه خبراء الصناعة بـ”الكنز المدفون تحت الأرض” والذي قد يُحدث نقلة نوعية في مشهد التعدين الإقليمي والدولي.

احتياطات بمليارات الدولارات تضع المغرب على خارطة المعادن النادرة

ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الشركة، كشفت عمليات الحفر السطحي عن تركيزات غير مسبوقة من معدن الكروم بلغت 270 ألف جزء في المليون (ppm)، في حين بلغ المتوسط العام نحو 10 آلاف ppm، وهو رقم فائق بكل المعايير الجيولوجية.

كما رُصدت تركيزات عالية من النيكل بمتوسط 1481 ppm، والكوبالت بمعدل 102 ppm، وهما من أهم مكونات بطاريات السيارات الكهربائية والتكنولوجيا منخفضة الكربون، ما يجعل الاكتشاف ذا قيمة استراتيجية هائلة في زمن الانتقال الطاقي.

مشروع “أماسّين”.. لاعب عالمي جديد في سباق المعادن الخضراء

الرئيس التنفيذي لـ Catalyst Metals، تايلر بوربي، وصف الاكتشاف بـ”الاختراق النوعي” الذي يمنح مشروع “أماسّين” موقعًا تنافسيًا في السوق العالمية، خاصة في ظل الطلب المتصاعد على المعادن النادرة التي تُشكّل العمود الفقري للاقتصاد الأخضر.

وأوضح بوربي أن المرحلة القادمة ستشمل حفر 20 بئرًا استكشافيًا بعمق إجمالي 4000 متر، استعدادًا لإنجاز تقرير تقني بمعايير NI 43-101، المعتمدة عالميًا لتقييم الموارد المعدنية بدقة وشفافية.

المغرب يدخل نادي الدول المؤثرة في سوق المعادن المستقبلية

تشير التقديرات الأولية إلى أن الموقع يحتوي على 609 ملايين طن من الصخور الغنية بالمعادن الاستراتيجية، ما يمهّد الطريق أمام إقامة مشروع تعدين متكامل يمكن أن يشكل رافعة تنموية حقيقية للمنطقة، ويوفر آلاف فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة.

السوق الدولية تفتح شهيتها على الكروم والنيكل والكوبالت

الاكتشاف يأتي في سياق عالمي يشهد سباقًا متسارعًا على تأمين سلاسل توريد المعادن الحيوية. ووفقًا لتقارير البنك الدولي والمفوضية الأوروبية، فإن الطلب على الكروم والنيكل والكوبالت مرشح للتضاعف بحلول 2040، في ظل تسارع التحول نحو السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة.

من الفوسفات إلى المعادن النادرة.. المغرب يعزز نفوذه الجيواقتصادي

بهذا الاكتشاف، يعزّز المغرب موقعه كقوة صاعدة في قطاع المعادن الاستراتيجية.

فإلى جانب امتلاكه أكبر احتياطي للفوسفات في العالم، يستفيد من موقعه الجغرافي القريب من أوروبا، مما يجعله شريكًا محوريًا في جهود الدول الغربية لتقليص الاعتماد على الصين في هذا المجال.

كما يدعم هذا التطور موقع المغرب كمزوّد موثوق في سلاسل الإمداد العالمية، ويعزز من جاذبيته كوجهة للاستثمار المستقبلي في الصناعات الخضراء والتكنولوجيا النظيفة.

فهل يشكل اكتشاف “أماسّين” بداية لعصر معدني جديد في المغرب؟
الأسابيع المقبلة كفيلة بالكشف عن أبعاد هذا التحول الجيواقتصادي الكبير.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة