الجزائر، إحدى أغنى دول شمال إفريقيا بالموارد الطبيعية، تواجه أزمة مائية خانقة تُشعل الشارع وتكشف هشاشة البنية التحتية وإهمال السلطة لحقوق أساسية للمواطنين. في قلب الأزمة، يصرخ الشعب طلبًا لجرعة ماء نظيف، بينما تلوح في الأفق مشاهد مأساوية لم تشهدها البلاد منذ عقود.
مأساة الجنوب: مياه المجاري في أفواه الرضع
تقارير إعلامية محلية نقلت صورًا صادمة من ولايات الجنوب، حيث يضطر الأهالي لسقي أطفالهم الرضع من مياه آسنة ملوثة، وسط درجات حرارة قاتلة. كبار السن يسقطون مغشيًّا عليهم من شدة العطش، في مشهد يعكس تراجعًا إنسانيًا خطيرًا، يدفع إلى التساؤل: أين الدولة من أمنها المائي؟
احتجاجات العطش.. والغضب يواجه الهراوات
مع تصاعد الأزمة، نزل المواطنون إلى الشوارع، رافعين أصواتهم للمطالبة بمياه صالحة للشرب وحلول عاجلة. لكن الرد الرسمي كان عنيفًا؛ قمع بالهراوات، إصابات خطيرة، كسور وجروح، وحتى حالات اختفاء قسري. مشاهد القمع هذه أعادت للأذهان صورة “جزائر الجنرالات” التي تحكم بالقبضة الحديدية وتُسكت كل صوت معارض.
ثروات تُنهب وشعب يموت عطشًا
بينما تُضخ مليارات الدولارات من عائدات النفط والغاز، يواجه المواطن الجزائري أزمة عطش قديمة/جديدة، تكشف أن الثروة الوطنية لا تنعكس على حياة الناس. وسائل إعلام محلية تصف الوضع بأنه نتيجة مباشرة لنهج الإهمال والفساد، في ظل سلطة عسكرية متشبثة بالحكم مهما كان الثمن.
مستقبل على المحك
تفاقم أزمة المياه يضع الجزائر أمام منعطف خطير: إما إصلاح حقيقي وإدارة رشيدة للموارد، أو مواجهة انفجار شعبي قد يعصف بمنظومة الحكم. فالماء ليس رفاهية، بل حق أساسي، وحرمان الشعب منه هو وصفة مؤكدة لانهيار أي سلطة مهما بلغت قوتها.