شنّ وزير الشؤون الخارجية في جنوب إفريقيا، رونالد لامولا، هجومًا لاذعًا على قرار الولايات المتحدة منح صفة لجوء لعائلات المستعمرين الأوروبيين السابقين، واصفًا هذه السياسة بأنها تمييزية وتشبه “الأبارتايد بنسخته الثانية”.
وخلال مؤتمر صحافي، أكد لامولا أن هذه المعاملة “تتناقض مع تاريخ جنوب إفريقيا الذي ذاق مرارة الفصل العنصري لعقود طويلة”.
“مسار معجّل للهجرة”
الوزير كشف أن بريتوريا لن تسهّل دخول موظفي منظمة كينية تعمل على معالجة طلبات اللجوء لصالح واشنطن، معتبرًا ذلك “مسارًا معجّلًا للهجرة” يتجاهل الواقع المعقد في بلاده.
وردّ لامولا على مزاعم اضطهاد المزارعين البيض قائلاً إن الشرطة سجلت ست جرائم قتل فقط في الممتلكات الزراعية خلال الربع الأول من العام، مشيرًا إلى أن “أغلب العاملين في هذه المناطق هم من السود”.
معركة الأرقام والاتهامات
من جانبها، أعلنت منظمة “أفريفوروم” التي تمثل مواطنين من أصول هولندية، أنها وثّقت 37 جريمة قتل في المزارع خلال عام 2024.
لكن الحكومة ترى أن هذه الأرقام تُستخدم سياسيًا لتبرير رواية “الاضطهاد” التي تتبناها واشنطن في تبرير قراراتها.
ضغوط تجارية تهدد الوظائف
وخلال لقائه مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا، ناقش لامولا قضايا نزع الملكية والتمييز الإيجابي، مشيرًا إلى أن هذه الملفات أثارت انتقادات حادة من واشنطن، التي ردّت بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على أغلب الواردات من جنوب إفريقيا.
وحذّر الوزير من أن هذه الزيادات قد تتسبب بخسارة ما بين 30 ألفًا و100 ألف وظيفة، في وقت يتجاوز فيه معدل البطالة ثلث السكان، أي نحو 8.4 ملايين شخص.
ترمب وسياسة اللجوء البيضاء
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان قد منح سابقًا صفة اللجوء للأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا، وهي نفس الفئة التي انتمى إليها قادة نظام الفصل العنصري، متحدثًا أكثر من مرة عن “إبادة” يتعرضون لها.