إعداد : حسين أزهر
مرة أخرى يجد المواطن البسيط نفسه أمام واقع صحي مرتبك داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة، بعد أن أدى تعطل جهاز التعقيم المركزي (الأوتوكلاف) إلى شلّ المركب الجراحي بالكامل وتعليق جميع العمليات. الأمر لا يتعلق بخلل تقني عابر، بل بصورة صادمة لقطاع صحي يفتقر إلى أبسط شروط التسيير الرشيد.
قلب المستشفى يتوقف
مصلحة التعقيم، التي يفترض أن تكون القلب النابض لأي مؤسسة استشفائية، تعطلت عن أداء دورها الحاسم. ومعها توقفت حياة غرف العمليات، في مشهد يفضح غياب الخطط الاستباقية وارتجالية التدبير. هنا، كل دقيقة عطب تساوي حياة مهددة، وكل تقصير يستوجب مساءلة عاجلة.
“لوبي المصحات الخاصة” يدخل على الخط
الأزمة لم تتوقف عند حدود توقف الخدمات، بل تحولت إلى فرصة للربح السريع. فـ”لوبي معروف” داخل المستشفى استغل الموقف لدفع المرضى نحو مصحة خاصة معلومة، في ممارسة ممنهجة تُعرّي استغلالًا صارخًا لمعاناة الناس، وتجعل من المرض تجارة مربحة.
تبريرات واهية… وحياة مؤجلة
القطاع الصحي المحلي لم يجد سوى شماعة “الانتقال نحو المستشفى الجديد” لتبرير الفشل، وكأن حياة المواطنين قابلة للتعليق إلى حين اكتمال مشروع لم يُحدد موعد نهايته بدقة. حجة باتت بلا قيمة، وأشبه بغطاء هش لعجز إداري عميق. المواطن هنا لا ذنب له في بطء الأشغال، ولا يجب أن يُدفع ثمن الانتظار بخدمات متردية.
أعطاب متكررة وفقدان الثقة
تعطل جهاز التعقيم ليس الأول ولن يكون الأخير. فمن نقص مواد التخدير، إلى غياب طبيب الإنعاش، وأعطاب أجهزة السكانير والراديو، وغياب معدات الأطباء الاختصاصيين… تراكمت الأزمات حتى صار المستشفى يفقد ثقة الساكنة، ويترك الساحة مشرعة أمام القطاع الخاص الذي وجد في هذا الانهيار منجمًا للربح.
جرس إنذار لا يحتمل الصمت
السكوت عن هذه الاختلالات لم يعد مقبولًا. الصحة ليست مجالًا للتجريب أو التبرير. ما يحدث في المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة جريمة إدارية في حق المواطن، وجرس إنذار يجب أن يدق بقوة في آذان السلطات المحلية، المنتخبين، ووزارة الصحة، من أجل تحرك عاجل يضع حياة الناس قبل أي مشروع مؤجل.