أعلن حزب العمال الكردستاني المحظور، اليوم السبت، عن وقف إطلاق النار مع تركيا، استجابة لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، الذي دعا إلى إلقاء السلاح وحل الحزب. وأعرب الحزب في بيانه عن أمله في أن تُفرج السلطات التركية عن أوجلان، الذي يقبع في السجن الانفرادي منذ عام 1999، لقيادة عملية نزع السلاح.
دعوة لإنهاء نزاع دام لعقود
تأتي هذه الخطوة بعد نداء وجهه أوجلان هذا الأسبوع لإنهاء نزاع مسلح استمر لأكثر من أربعين عامًا في جنوب شرق تركيا، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
واعتبر أوجلان أن تأسيس حركته كان نتيجة “انغلاق قنوات السياسة الديمقراطية”، داعيًا جميع الجماعات إلى إلقاء أسلحتها.
مبادرات السلام ودعم القادة الأكراد
تزامنت دعوة أوجلان مع مبادرة سابقة من دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية التركي المتشدد، لإنهاء الصراع.
كما التقى أوجلان بنواب مؤيدين للأكراد في جزيرته إمرالي لمناقشة سبل تحقيق السلام. وقد رحب القادة الأكراد بهذه التطورات، حيث تجمع الآلاف في مدينتي ديار بكر ووان لمتابعة البيان عبر شاشات عملاقة.
شروط وقف إطلاق النار
أكدت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني أن قوات الحزب ستتجنب أي عمل مسلح إلا في حالة التعرض للهجوم.
كما شدد الحزب على ضرورة تحسين ظروف سجن أوجلان، مما يتيح له العيش والعمل بحرية وإقامة علاقات دون قيود.
تحديات وتوترات مستمرة
رغم هذه التطورات الإيجابية، لا تزال هناك تساؤلات حول الخطوات المقبلة.
وقد عبر دوران كالكان، أحد كبار قادة الحزب، عن شكوكه في نوايا الحكومة التركية، متهمًا حزب العدالة والتنمية بالسعي نحو “الإبادة والتدمير”.
وفي الوقت نفسه، تواصل القوات المدعومة من تركيا عملياتها ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، وسط دعوات متزايدة للقضاء على قوات سوريا الديمقراطية.
خلفية النزاع
يشن حزب العمال الكردستاني تمردًا منذ عام 1984 بهدف إقامة وطن للأكراد، الذين يشكلون نحو 20% من سكان تركيا. وقد شهدت الفترة بين 2015 و2017 تصاعدًا في أعمال العنف بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر لعامين ونصف.
ورغم مسؤولية الحزب عن هجمات سابقة، مثل الهجوم على مقر شركة الصناعات الجوية التركية في أكتوبر الماضي، فإن دعوة أوجلان الأخيرة تفتح آفاقًا جديدة للسلام في المنطقة.