المرأة المغربية بين تفوق تعليمي وتحديات مهنية.. متى تُردم فجوة سوق العمل؟

أميمة القاسمي11 مارس 2025آخر تحديث :
المرأة المغربية بين تفوق تعليمي وتحديات مهنية.. متى تُردم فجوة سوق العمل؟

كشف استطلاع حديث لشبكة “البارومتر العربي” عن استمرار الفجوة الكبيرة بين النساء والرجال في سوق العمل بالمغرب، حيث لا تتجاوز نسبة النساء المغربيات اللواتي يحصلن على وظائف بأجر 51%، مقابل 82% من الرجال.

هذا التفاوت يعكس التحديات التي تعترض ولوج المرأة إلى عالم الشغل، رغم التحولات التي شهدها المجتمع المغربي.

تفوق تعليمي لم يُترجم إلى فرص مهنية

ورغم هذا التفاوت المهني، أظهر الاستطلاع أن النساء المغربيات حققن تقدمًا مهمًا في التعليم العالي، إذ بلغت نسبة الحاصلات على مستوى تعليمي يتجاوز الثانوي 27%، متفوقات بذلك على الرجال الذين سجلوا 25%.

ورغم أن هذا التحسن يكرس تطورًا ملحوظًا في مستوى تعليم النساء، إلا أنه لم ينعكس بالشكل المطلوب على فرصهن في سوق العمل.

المغرب في المركز الرابع عربيًا من حيث الفجوة الجندرية

لا تزال المملكة ضمن الدول التي تسجل مستويات مرتفعة من التفاوت بين الجنسين في التشغيل، حيث حلّ المغرب في المرتبة الرابعة عربيًا من حيث الفجوة الجندرية في سوق العمل.

هذا الواقع يؤكد أن تحقيق التكافؤ بين الجنسين لا يزال رهينًا بإصلاحات أعمق، رغم التحسن المسجل في المستويات التعليمية.

رغبة قوية في الاندماج المهني

أبرز الاستطلاع أن نصف النساء اللواتي لا يعملن يطمحن إلى العودة إلى سوق الشغل، غير أن هذه النسبة ترتفع إلى 77% بين النساء الحاصلات على شهادات جامعية، مقابل 40% فقط لدى النساء ذوات التعليم الثانوي أو أقل.

هذه الأرقام تعكس تعطشًا نسائيًا أكبر للاندماج الاقتصادي، لاسيما بين الفئات الأكثر تأهيلاً.

نحو سياسات داعمة لتعزيز مشاركة المرأة

تؤكد هذه المعطيات أن التعليم وحده لا يكفي لتحقيق التوازن في سوق العمل، بل يتطلب الأمر سياسات أكثر دعمًا لتمكين المرأة من الحصول على فرص متكافئة.

وبالنظر إلى الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن تعزيز حضورها في سوق العمل لم يعد خيارًا، بل ضرورة لتحقيق نهضة شاملة ومستدامة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة