مستقبل بعثة “المينورسو” تحت مجهر السياسة الأمريكية: ترقب وقلق دولي
تعيش أروقة الأمم المتحدة على وقع ترقب مشوب بالقلق إزاء توجهات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قد تقود إلى خفض كبير في التمويل المخصص لبعض بعثات الأمم المتحدة، وعلى رأسها بعثة “المينورسو” المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء المغربية.
هذه التحركات تأتي بالتزامن مع دعوة معهد “أمريكان إنتربرايز” لواشنطن بوقف دعمها لهذه البعثة، التي قضت 34 عامًا دون تحقيق تقدم ملموس في تسوية النزاع.
ازدواجية الموقف الأمريكي ومستقبل “المينورسو“
مع اقتراب جلسة مجلس الأمن الدولي، يطفو على السطح تساؤل رئيسي: هل ستواصل واشنطن تمويل بعثة “المينورسو” رغم اعترافها الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء؟
هذا التناقض في الموقف الأمريكي يضع مستقبل البعثة تحت مجهر إعادة التقييم، في وقت تتزايد فيه المؤشرات حول إمكانية اتخاذ قرارات قد تعيد رسم معادلة التوازن في المنطقة.
هل يؤدي إنهاء “المينورسو” إلى توترات إقليمية؟
يرى خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية، أن أبريل المقبل سيكون شهر الحسم في تحديد التوجه الأمريكي النهائي بشأن “المينورسو”.
ويشير إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة آخذة في التوسع، بينما تسعى الجزائر إلى استغلال أدواتها الاقتصادية وتأثيرها في المنظمات الدولية لكسب نقاط في الملف.
ويحذر شيات من أن أي خطوة غير محسوبة بسحب البعثة قد تشعل فتيل التوترات، داعيًا إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي نهائي يتماشى مع مصالح المغرب، الحليف الاستراتيجي لواشنطن.
رؤية ترامب: إنهاء النزاعات أم إعادة ترتيب الأولويات؟
على الجانب الآخر، يرى المحلل السياسي بوسلهام عيسات أن توجهات ترامب تأتي في إطار رؤية أوسع لإنهاء النزاعات المزمنة، والتي يعتبرها عبئًا سياسيًا واقتصاديًا على بلاده.
كما يشير إلى أن تعيين سفير أمريكي جديد مقرب من الرئيس قد يكون مؤشرًا على تحولات مرتقبة في الموقف الأمريكي تجاه “المينورسو“.
المعادلة الصعبة: التوازن بين المصالح والحلول الدبلوماسية
وسط هذه التحولات، يبقى مستقبل بعثة “المينورسو” معلقًا بقرارات واشنطن المقبلة، التي قد تعيد تشكيل مشهد الصراع الإقليمي.
التحدي الأساسي يكمن في تحقيق توازن بين المصالح الاستراتيجية الأمريكية، ودعم الاستقرار الإقليمي، والاستجابة لالتزامات المجتمع الدولي في تسوية النزاع بطريقة عادلة ومستدامة.
فهل تكون “المينورسو” الضحية القادمة في إعادة ترتيب الأوراق الأمريكية؟