هل ينجح المغرب في إعادة ابتكار نموذجه السياحي قبل مونديال 2030؟

أميمة القاسمي23 مارس 2025آخر تحديث :
هل ينجح المغرب في إعادة ابتكار نموذجه السياحي قبل مونديال 2030؟

خارطة الطريق السياحية للمغرب تفتقر إلى الاستدامة والتنافسية

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في المجلة الدولية للبحوث في الاقتصاد والمالية لعام 2025، أن استراتيجية المغرب السياحية للفترة 2023-2026 تواجه ثغرات هيكلية، خاصة فيما يتعلق بالاستدامة والتنافسية، وهو ما قد يشكل تحديًا كبيرًا قبيل استضافة كأس العالم 2030.

اختلالات في الرؤية السياحية مقارنة بالمنافسين الدوليين

وفقًا للباحثين حكيم الأخلفي وأمينة بومعيز من جامعة محمد الخامس بالرباط، فإن الخطة الحالية تفتقر إلى مقاربة متكاملة تتماشى مع المعايير العالمية، حيث أظهرت فجوات واضحة في قطاعات البنية التحتية الرقمية، ومعايير الصحة والنظافة، والحوكمة التنظيمية مقارنة مع دول مثل إسبانيا والبرتغال.

ورغم الأهداف الطموحة، التي تشمل:
استقطاب 17.5 مليون سائح سنويًا
خلق 200 ألف فرصة عمل مباشرة
تحقيق مداخيل تتجاوز 120 مليار درهم

إلا أن الدراسة ترى أن خارطة الطريق أكثر توجيهًا عمليًا منها رؤية استراتيجية متكاملة، ما يجعلها بحاجة إلى تطوير لضمان استدامة القطاع.

ما العوامل المؤثرة في تدفق السياح نحو المغرب؟

باستخدام نمذجة اقتصادية ديناميكية (GMM)، أظهرت الدراسة أن الجذب السياحي في المغرب يعتمد على عدة متغيرات رئيسية، أبرزها:
البنية التحتية للنقل الجوي
الثقافة والتراث
الموارد البشرية والضيافة
الإطار القانوني والتنظيمي
الرقمنة والخدمات الذكية

لكن التقرير حذر من أن غياب معايير الصحة والنظافة في التخطيط السياحي قد يُضعف موقع المغرب في التنافسية العالمية، مما يستوجب مراجعة جذرية في هذا الجانب.

توصيات لإصلاح المنظومة السياحية المغربية

دعت الدراسة إلى تحديث الرؤية السياحية بما يضمن مواكبة التغيرات العالمية، عبر التركيز على:
1 – استدامة الموارد الطبيعية والثقافية
2 – تعزيز النقل الجوي لضمان سهولة الوصول
3 – تسريع التحول الرقمي في الخدمات السياحية
4 – رفع معايير الصحة والنظافة لحماية الزوار
5 – تعزيز الحوكمة والشفافية في القطاع

إسبانيا والبرتغال: نماذج ناجحة في التخطيط السياحي

قارنت الدراسة بين النهج المغربي ونماذج رائدة، مثل:
🔹 إسبانيا التي أطلقت استراتيجية السياحة المستدامة 2023، والتي تعتمد على الرقمنة، والتنوع السياحي، والاستدامة البيئية.
🔹 البرتغال التي وضعت خطة 2030  السياحية، مركزةً على الابتكار التكنولوجي وحماية البيئة، مما جعلها واحدة من الوجهات الأكثر تنافسية عالميًا.

مونديال 2030: فرصة ذهبية أم اختبار صعب؟

ترى الدراسة أن استضافة كأس العالم 2030 تمثل فرصة تاريخية للمغرب لإعادة تشكيل استراتيجيته السياحية وجذب استثمارات كبرى في القطاع، لكنه في المقابل يحتاج إلى إصلاحات جذرية لضمان تجربة سياحية متكاملة تلبي المعايير العالمية.

هل يمكن للسياحة أن تصبح “القوة الناعمة” للمغرب؟

خلصت الدراسة إلى أن المغرب قادر على تحويل السياحة إلى رافعة اقتصادية ودبلوماسية قوية إذا ركّز على تنويع المنتجات السياحية، وتحسين جودة الخدمات، وتحقيق توازن مستدام بين الربح الاقتصادي وحماية التراث الثقافي والبيئي.

فهل ينجح المغرب في إعادة ضبط بوصلته السياحية قبل العرس الكروي العالمي؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة