من ملاعب المغرب إلى العالمية.. هل تُلهم بشرى كربوبي جيلاً جديداً من الحكمات؟

فؤاد القاسمي28 مارس 2025آخر تحديث :
من ملاعب المغرب إلى العالمية.. هل تُلهم بشرى كربوبي جيلاً جديداً من الحكمات؟

بشرى كربوبي.. قصة صعود ملهمة لحكمة مغربية كسرت احتكار الرجال في الملاعب

لم تكن رحلة المغربية بشرى كربوبي نحو قمة التحكيم مفروشة بالورود، لكن بإصرار فولاذي وعزيمة لا تلين، استطاعت أن تفرض اسمها بقوة في عالم كان حكرًا على الرجال، محققة إنجازات تاريخية على المستويين الأفريقي والدولي.

كربوبي، التي تتوق لإدارة نهائي كأس العالم للسيدات وتحلم بخوض تجربة تحكيمية في مونديال 2026 للرجال، فتحت قلبها في حوار شيق مع الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لتكشف عن تفاصيل مسيرتها الملهمة.

من شغف الطفولة إلى قيادة المباريات الكبرى.. قصة تحدي وصمود

تستهل كربوبي حديثها عن بداياتها وعشقها المبكر لكرة القدم، حيث كانت لاعبة شغوفة بالرياضة قبل أن يستهويها عالم التحكيم، الذي جذبها بقيمه النبيلة من عدالة وانضباط.

لكن قرار دخول هذا المجال لم يكن سهلًا، فقد واجهت مقاومة شرسة من محيطها الأسري، خاصة من أشقائها الذين استغربوا الفكرة في مجتمع محافظ.

وتسترجع تلك الفترة قائلة: “كانت معركة طويلة لإقناع عائلتي، خاصة مع النظرة السلبية التي كانت تحيط بممارسة المرأة للتحكيم. لكنني كنت مصممة على تحقيق حلمي، ولم أستسلم رغم كل الانتقادات والتحفظات”.

التحكيم النسائي في أفريقيا.. خطوات عملاقة نحو التميز

تشيد كربوبي بالتطور اللافت الذي يشهده التحكيم النسائي في القارة السمراء، مشيرة إلى الحضور المتزايد للحكمات الأفريقيات في مختلف البطولات، من كأس الأمم الأفريقية للشباب إلى بطولات الكبار.

وتعتبر هذا التقدم ثمرة جهود جبارة تبذلها لجنة التحكيم في “الكاف”، التي تمنح الفرص للحكمات لإثبات كفاءتهن وجدارتهن.

لحظات تاريخية في مسيرة حافلة بالإنجازات

تستعرض كربوبي بفخر محطات بارزة في مسيرتها المهنية، من بينها كونها أول حكمة مغربية وعربية وأفريقية تدير نهائي كأس العرش للرجال في موسم 2021-2022، وهو إنجاز تاريخي بكل المقاييس.

وعلى الصعيد القاري، تصف مشاركتها في كأس الأمم الأفريقية في كوت ديفوار بأنها تجربة لا تُنسى، خاصة عندما أدارت مباراة نيجيريا وغينيا بيساو، وكانت الحكمة الرابعة في النهائي.

كما تسلط الضوء على مشاركتها الدولية في كأس العالم للسيدات بأستراليا ونيوزيلندا والألعاب الأولمبية، حيث حظيت بشرف إدارة نصف نهائي أولمبياد باريس، معتبرة تلك المحافل محطات فارقة في مسيرتها المهنية.

جائزة أفضل حكمة.. مسؤولية أكبر وطموحات تتخطى الحدود

بعد تتويجها بجائزة أفضل حكمة في أفريقيا خلال حفل “الكاف”، تصف كربوبي هذه اللحظة بأنها تتويج لمسيرة من الفخر والعمل المضني، لكنها تؤكد أن البقاء في القمة يتطلب بذل المزيد من الجهد والعرق.

وتكشف عن طموحاتها المستقبلية قائلة: “هدفي هو الحضور في مونديال 2026 للرجال وإدارة أكبر عدد ممكن من المباريات.

كما أطمح إلى قيادة نهائي كأس العالم للسيدات 2027، فهذا سيكون الإنجاز الأكبر في مسيرتي”.

رسالة إلى فتيات الغد.. العزيمة والمثابرة مفتاح النجاح

وتختتم كربوبي حديثها برسالة ملهمة إلى الفتيات الطامحات لدخول مجال التحكيم، قائلة: “النجاح يحتاج إلى عزيمة ومثابرة.

لم يكن الطريق سهلًا، لكنه يستحق.

أتمنى أن أكون نموذجًا يلهم الجيل الجديد لخوض تحديات مشابهة وتحقيق أحلامهن، لأن المرأة قادرة على النجاح في كل المجالات، حتى تلك التي اعتُبرت حكرًا على الرجال”.

بشرى كربوبي، حكاية نجاح مغربية سطرت بحروف من ذهب في تاريخ التحكيم، لتكون مصدر إلهام لكل امرأة تحلم بتجاوز التقاليد وتحقيق المستحيل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة