هل ينجح “رهان ترامب” على بوتين في إنهاء حرب أوكرانيا، أم أن الصين ستُعيد رسم خريطة السلام بشروطها الخاصة؟

فؤاد القاسمي2 أبريل 2025آخر تحديث :
هل ينجح “رهان ترامب” على بوتين في إنهاء حرب أوكرانيا، أم أن الصين ستُعيد رسم خريطة السلام بشروطها الخاصة؟

ترامب يراهن على “كلمة بوتين” وهدنة أوكرانيا.. والصين تدخل “ملعب الوساطة” بشروط!

في تصريحات لافتة، أبدى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ثقته بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيلتزم باتفاق هدنة في أوكرانيا، بينما أعلنت الصين عن استعدادها للعب دور “بنّاء” في إنهاء النزاع المُستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، في مشهد دبلوماسي مُعقّد تتداخل فيه المصالح والضغوط.

ترامب يُلوّح بـ”جزرة” و”عصا”.. ويُطالب زيلينسكي بالوفاء

خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، قال ترامب بنبرة واثقة: “أريد التأكد من أن بوتين سيفي بالتزاماته.

أعتقد أنه سينفذ نصيبه من الاتفاق الآن”. ولم يغفل ترامب توجيه رسالة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مُشددًا على ضرورة التزامه هو الآخر بتعهداته، ومُعربًا عن انتظاره خطوات ملموسة من الطرفين نحو السلام.

وفي سياق متصل، أكد ترامب أنه لا ينوي فرض رسوم جمركية إضافية على النفط الروسي في الوقت الحالي، لكنه لم يستبعد اتخاذ إجراءات عقابية إذا لم يلتزم بوتين بما هو مطلوب منه.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن عبّر ترامب عن استيائه من تعثر جهود استئناف محادثات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، ولوّح بفرض رسوم على الشركات المستوردة للنفط الروسي، في محاولة للضغط على الطرفين.

موسكو وكييف على “خط النار”.. وتصعيد يُهدد المفاوضات

يُذكر أن بوتين رفض خطة أمريكية-أوكرانية مشتركة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، بل واقترح تنحي زيلينسكي كشرط ضمن عملية السلام، وهو ما أثار غضب كييف وزاد من تعقيد المشهد التفاوضي. وفي المقابل، حذر ترامب زيلينسكي من مواجهة “مشاكل” إذا تراجع عن إبرام اتفاق يمنح الولايات المتحدة حق التعدين في أوكرانيا، في تلميح إلى الضغوط التي تمارسها واشنطن لتحقيق مصالحها في المنطقة.

الصين تُغازل موسكو.. وتُعلن استعدادها للعب “دور” في التسوية

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن استعداد بلاده للعب دور “بنّاء” في إنهاء الحرب الأوكرانية، مع التأكيد في الوقت نفسه على الدفاع عن “حقوق” موسكو، في إشارة إلى موقف بكين الداعم لروسيا.

وتأتي هذه التصريحات قبيل اجتماع مرتقب بين وانغ ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، حيث من المتوقع أن يُناقش الطرفان سُبل تسوية النزاع، في ظل العلاقات المتنامية بين البلدين.

زواج مصالح” يُثير الشكوك.. وموقف كييف يُعرقل “المبادرة الصينية

ورغم سعي الصين لإظهار حيادها في الأزمة الأوكرانية، إلا أنها عززت بشكل ملحوظ علاقاتها العسكرية والتجارية مع روسيا منذ بدء الهجوم في عام 2022، مما يُثير شكوكًا حول مدى نزاهة وساطتها.

وفي المقابل، رفضت كييف خطة سلام اقترحتها القيادة الصينية، معتبرة أنها تتماشى بشكل كبير مع المواقف الروسية، وتُغفل مصالح أوكرانيا.

الأمم المتحدة في الصورة.. والصين تُراهن على “نفوذها

في حال لعبت الأمم المتحدة دورًا في تسوية النزاع الأوكراني، فإن الصين، بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، ستكون جزءًا لا يتجزأ من هذه العملية. هذا الدور قد يُعزز مكانتها كوسيط دولي مؤثر، لكنه يضعها في الوقت نفسه أمام تحديات كبيرة لتحقيق توازن بين مصالح الأطراف المتنازعة، وإيجاد حلول تُرضي جميع الأطراف.

يبقى النزاع الأوكراني اختبارًا حقيقيًا للدبلوماسية الدولية، وسط محاولات مُضنية لإيجاد مخرج يُنهي هذه الحرب التي خلّفت وراءها دمارًا إنسانيًا واقتصاديًا هائلاً، ويُعيد الاستقرار إلى منطقة تُعاني من صراعات جيوسياسية مُعقدة.

فهل تنجح جهود الوساطة في تحقيق اختراق حقيقي، أم أن الأزمة ستستمر في التفاقم؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة