“حلم العبور” يعود للواجهة.. 15 مليار يورو تُحيي مشروع نفق المغرب-إسبانيا!
عاد الحديث بقوة عن مشروع “النفق القاري” الذي طال انتظاره، والذي يهدف إلى ربط ضفتي مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا، وذلك بعد الكشف عن تفاصيل جديدة تُشير إلى استثمار ضخم قد يصل إلى 15 مليار يورو.
ووفقًا لصحيفة “لاراثون” الإسبانية، يُتوقع أن يُصبح هذا المشروع العملاق، إذا ما انطلق، واحدًا من أضخم المشاريع الهندسية في المنطقة، مع توقعات بإنجازه بحلول عام 2040.
دراسات تقنية مُكثفة.. هل اقترب “يوم الحفر”؟
وفي خطوة تُعبّر عن جدية الأطراف المعنية، أطلقت الشركة الإسبانية المُكلّفة بالمشروع دراستين تقنيتين جديدتين، تهدفان إلى تقييم الجدوى وتحديد أدق التفاصيل الهندسية للنفق.
هذه الخطوة تُعتبر بمثابة دفعة قوية لهذا المشروع الطموح، الذي يُمكن أن يُغيّر خريطة التبادلات الاقتصادية بين البلدين الجارين.
مونديال 2030 يُنعش الآمال.. والنفق “هدية” للمستقبل؟
وقد تزامن تجدد النقاش حول النفق مع قبول الملف المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030.
ورغم أن المشروع لن يكون جاهزًا قبل انطلاق فعاليات البطولة، إلا أنه يُنظر إليه كفرصة استراتيجية لتعزيز الربط القاري، وزيادة التفاعل الاقتصادي والاجتماعي بين القارتين على المدى الطويل.
“شريان حياة” اقتصادي.. وتسريع لوتيرة التنقل بين أوروبا وأفريقيا
بحسب التقارير الإعلامية، من المُنتظر أن يُساهم النفق بشكل كبير في تسهيل حركة نقل البضائع والمسافرين بين أوروبا وأفريقيا، وهو ما سيُنعكس بفوائد اقتصادية جمة على البلدين. المشروع يُمكن أن يُحدث تحولًا نوعيًا في العلاقات التجارية، بالإضافة إلى تأثيره الإيجابي على قطاعي السياحة والنقل، مما يجعله مشروعًا استراتيجيًا ذا أبعاد متعددة.
تحديات ضخمة.. ولكن “الحلم” يبقى ممكنًا
ومع الأهمية الاستراتيجية للمشروع، تُواجه عملية تنفيذه تحديات تقنية ومالية ضخمة، بالإضافة إلى الجدول الزمني الطويل الذي يمتد لعقدين على الأقل.
ومع ذلك، يبقى هذا النفق حلمًا قابلًا للتحقيق، ويمثل رهانًا كبيرًا على التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا لتحقيق مكاسب مُستدامة على المدى البعيد، وتأسيس بنية تحتية تُخدم الأجيال القادمة.
النفق القاري ليس مجرد مشروع هندسي ضخم، بل هو رؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى ربط قارتين، وفتح آفاق جديدة للتنمية والتكامل بينهما، وهو ما يجعله مشروعًا يحمل في طياته الكثير من الوعود والتطلعات.