مفارقات حكومية: كيف يعيق الإنفاق النقدي التحول الرقمي في المغرب؟

أميمة القاسمي7 أبريل 2025آخر تحديث :
مفارقات حكومية: كيف يعيق الإنفاق النقدي التحول الرقمي في المغرب؟

بينما يسعى بنك المغرب لتقليص الاعتماد على النقد وتعزيز الرقابة الاقتصادية، تواصل الحكومة ضخ مليارات الدراهم شهريًا ضمن برنامج الإنعاش الوطني، دون وضع آليات فعالة للرقابة على كيفية صرف هذه الأموال، مما يُبرز فجوة كبيرة بين التوجهات الرسمية والواقع العملي.

هذا التناقض يعكس اختلالًا بنيويًا يعوق تطبيق مبادئ الشفافية والمساءلة في القطاع العام.

دور الرقابة في تعزيز التحول الرقمي

كيف يمكن مطالبة المواطنين بتقليص استخدام النقد في حياتهم اليومية، في حين أن الحكومة نفسها تُصرّ على صرف الأموال العامة نقدًا، دون آلية رقابية مُحكمة؟

هذا يُسلط الضوء على تساؤلات جوهرية حول آلية توزيع الموارد العامة ومدى استفادة المواطنين الفعليين منها، في وقت يُعزز فيه غياب الرقابة ضعف الشفافية ويغذي مشاعر انعدام الثقة.

الاقتصاد غير المهيكل: الفاتورة الخفية

غياب الرقابة يُساهم في بقاء جزء كبير من الاقتصاد خارج إطار التنظيم، مما يؤدي إلى إنفاق الأموال العامة دون رصد فعال أو إمكانية تقييم أثرها الفعلي على المجتمع.

هذا الأمر يعزز انتشار الفساد المالي ويقوض الجهود نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وبناء بيئة اقتصادية مستدامة.

إصلاحات حاسمة للشفافية والرقابة

التحدي الحقيقي ليس في برنامج الإنعاش الوطني ذاته، بل في غياب آليات فعالة تضمن توجيه هذه الأموال بشكل يحقق أكبر فائدة للمواطنين.

فالتناقض بين السياسات المُعلنة والممارسات الواقعية يُعيق التقدم نحو تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية ويضعف الثقة في المؤسسات الحكومية.

إصلاحات مقترحة:

  1. إعادة تقييم السياسات: مراجعة استراتيجيات الإنفاق لضمان التوجيه الفعّال للموارد العامة مع الالتزام بالشفافية والمساءلة.
  2. تعزيز الرقابة الرقمية: بناء أنظمة رقابة مالية إلكترونية فعالة تضمن تتبع كل درهم يُنفق وتحقيق أعلى درجات الشفافية.
  3. إدارة مالية حديثة: تحسين إدارة المعاملات المالية عبر تطبيق آليات حديثة تُعزز الثقة لدى المواطنين وتُسهم في بناء دولة تتسم بالنزاهة.

لا يمكن تحقيق الهدف المنشود من تحفيز الاقتصاد الوطني إلا من خلال سياسات منسجمة مع آليات رقابية صارمة، تضمن توجيه الأموال العامة لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة، وتدعم النمو الاقتصادي المستدام في بيئة شفافة وآمنة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة