“رونو” تُواصل تسويق محركات الديزل في المغرب : هل أصبح السوق المحلي “حديقة خلفية” للسيارات الملوثة؟

أميمة القاسمي28 أبريل 2025آخر تحديث :
“رونو” تُواصل تسويق محركات الديزل في المغرب : هل أصبح السوق المحلي “حديقة خلفية” للسيارات الملوثة؟

في خطوة تعكس التباين الصارخ بين استراتيجيات التسويق في الأسواق المتقدمة والناشئة، قررت مجموعة “رونو” المالكة للعلامة التجارية “داسيا” التوقف عن تسويق سياراتها العاملة بمحركات الديزل في أوروبا، استجابةً للضغوط البيئية المتزايدة والمتطلبات القانونية الصارمة التي تستهدف الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

محركات الديزل تستمر في المغرب… ولكن لماذا؟

في الوقت الذي تشرع فيه أوروبا في تنفيذ تشريعات بيئية أكثر صرامة، تدفع شركات السيارات الكبرى إلى التحول نحو المحركات الهجينة والكهربائية للامتثال للقوانين الجديدة، تواصل “رونو” تسويق طرازات “داسيا” في السوق المغربية بمحركات ديزل تقليدية مثل “داستر” و”جوغر”.

هذا القرار يطرح تساؤلات عديدة حول مدى التزام الشركات العالمية بالمعايير البيئية في الأسواق النامية.

هل المغرب أصبح مجرد “سوق ثانوي”؟

رغم تحولات السوق الأوروبية، تستمر “داسيا” في طرح سيارات مزودة بمحركات ديزل مثل:

  • داستر بمحرك 1.5 dCi بقوة 115 حصانًا
  • جوغر بمحرك dCi بقوة 102 حصانًا

هذه الطرازات تضمن كفاءة استهلاك الوقود للمستهلك المغربي، لكنها تُصدر انبعاثات أكثر بكثير مقارنةً بالمحركات النظيفة التي تُعتمد في أوروبا، مثل:

  • محركات 1.2 TCe ميكرو-هجين بقوة 130 حصانًا
  • محركات 1.6 هجين بقوة 140 حصانًا

هذا التفاوت في السياسات يثير مخاوف بيئية في المغرب، مع تحذيرات من أن البلد قد يصبح “حديقة خلفية” للسيارات الأقل مراعاة للبيئة، في وقت يعاني فيه من تلوث هوائي متزايد وأزمة مناخية تهدد صحته العامة.

أسعار مرتفعة رغم التصنيع المحلي

إضافة إلى المخاوف البيئية، يواجه المستهلك المغربي تحدي الأسعار المرتفعة لسيارات “داسيا”، رغم تصنيعها المحلي في مصانع طنجة والقنيطرة.

كان يُفترض أن يؤدي التصنيع المحلي إلى خفض الأسعار بما يتناسب مع القدرة الشرائية للمغاربة، لكن الواقع يظهر أن الطرازات ما تزال تشكل عبئًا ماليًا إضافيًا على المستهلكين.

ازدواجية المعايير: بين أوروبا والمغرب

يعتبر العديد من المراقبين أن الشركات الكبرى في قطاع السيارات ملزمة بتوحيد معاييرها البيئية على مستوى العالم.

إذ لا يعقل أن تُعرض تكنولوجيا نظيفة في الأسواق الأوروبية، في حين تُسوق محركات ملوثة في الأسواق الناشئة مثل المغرب.

يبقى السؤال الأهم: هل سيتحرك المغرب لتشديد قوانينه البيئية لمواجهة هذه التفاوتات؟

أم سيظل السوق المغربي رهينًا لسياسات الشركات التجارية المتغيرة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة