من النيرشورينغ إلى مونديال 2030.. المغرب يتحول إلى شريك لا غنى عنه في الاقتصاد العالمي

أميمة القاسمي2 مايو 2025آخر تحديث :
من النيرشورينغ إلى مونديال 2030.. المغرب يتحول إلى شريك لا غنى عنه في الاقتصاد العالمي

في حوار خصّ به صحيفة إل إيكونوميستا الإسبانية، أكد كريم زيدان، الوزير المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن المغرب بات يشكل مرجعًا استثماريًا صاعدًا في إفريقيا وحوض المتوسط، مستفيدًا من رؤية استراتيجية بعيدة المدى وإصلاحات هيكلية أطلقها الملك محمد السادس لتأهيل المملكة لمواكبة التحولات الاقتصادية الكبرى.

النيرشورينغ”.. ورقة المغرب الرابحة في الاقتصاد العالمي

أوضح زيدان أن التحول العالمي نحو “النيرشورينغ” (إعادة توطين الإنتاج بالقرب من الأسواق) يُعد فرصة استراتيجية حقيقية للمغرب، الذي يزخر بموقع استثنائي عند مفترق طرق إفريقيا وأوروبا، إلى جانب استقراره السياسي، وانخفاض كلفة التشغيل، وبنيته التحتية المتطورة التي تجعله شريكًا طبيعيًا لإعادة هيكلة سلاسل الإنتاج.

لماذا يراهن المستثمرون على المغرب؟

🔹 استقرار مؤسسي وسياسي واقتصادي يعزز الثقة.
🔹 شبكة نقل ولوجستيك من الطراز العالمي: ميناء طنجة المتوسط، TGV، والمناطق الصناعية الكبرى.
🔹 بيئة قانونية محفزة، ويد عاملة مؤهلة ومبتكرة.
🔹 اتفاقيات تبادل حر تفتح الأبواب لأكثر من ملياري مستهلك عبر العالم.

أولويات الاستثمار: قطاعات واعدة تحرّك المستقبل

أبرز الوزير أن استراتيجية الاستثمار في المغرب ترتكز على قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، تشمل:

🔸 صناعة السيارات والطيران والإلكترونيات.
🔸 الصناعات الدوائية، الغذائية، والنسيج.
🔸 التكنولوجيات الرقمية والخدمات المرحّلة.
🔸 الطاقات المتجددة وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر.
🔸 الاقتصاد الدائري، السياحة، والصناعات الثقافية والإبداعية.

وأشار زيدان إلى أن التظاهرات الكبرى التي يستعد المغرب لاحتضانها، مثل “كان 2025” و”مونديال 2030″، ليست فقط أحداثًا رياضية، بل رسائل ثقة دولية في استقراره ومؤهلاته التنموية.

المغرب وإسبانيا.. شراكة تتوسع بفرص استثنائية

📍 المغرب هو أول مصدر للسيارات في إفريقيا، ويحتضن منظومة صناعية متكاملة تضم “رونو” و”ستيلانتيس” وأكثر من 250 مزوّدًا عالميًا.
📍 في مجال الطاقات النظيفة، يتقدم المغرب بخطى واثقة نحو مشاريع الهيدروجين الأخضر، وقد تلقى أكثر من 40 عرضًا دوليًا، واختار مبدئيًا 7 مشاريع ذات جدوى عالية.

إصلاحات جديدة لتجويد مناخ الأعمال وتحفيز الاستثمار

أكد زيدان أن ميثاق الاستثمار الجديد (2022) يقدم حوافز تصل إلى 30% من حجم المشروع، ويواكبه هيكل حكامة متكاملة تضم الوزارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، والمراكز الجهوية، مع تبسيط للإجراءات وتسريع رقمنة الخدمات.

📌 إعفاءات ضريبية، دعم مالي مباشر، ورافعات لخلق فرص الشغل.
📌 تقديم المغرب كمنصة إنتاج ذكية، وليست فقط سوقًا منخفض التكلفة.

بين أوروبا وأمريكا.. المغرب يعزز موقعه كمحور صناعي عالمي

لدى المغرب مكانة استراتيجية نادرة، كونه الدولة الإفريقية الوحيدة المرتبطة باتفاقية تبادل حر مع الولايات المتحدة، إلى جانب شراكته العميقة مع الاتحاد الأوروبي، ما يجعله نقطة ربط مثالية بين ضفتي الأطلسي.

رسالة الوزير: المغرب ليس فقط فرصة.. بل شريك لمستقبل مشترك

في ختام الحوار، دعا زيدان المستثمرين الإسبان والأوروبيين إلى تعزيز شراكتهم مع المغرب، قائلاً:

المغرب اليوم يقدم أكثر من مجرد موقع جذاب. نحن نعرض منظومة متكاملة، آمنة ومرنة، لبناء مستقبل اقتصادي واعد على ضفتي المتوسط. لقد حان وقت الشراكة الذكية والطموحة.”

فهل يكون هذا العقد هو عقد المغرب الاستثماري؟

المؤشرات تقول نعم، والأشهر القادمة ستكون الفيصل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة