شهد اليوم الثالث من “احتجاجات جيل زد” مشاركة أكبر وعدداً متزايداً من المدن، إذ امتدت الوقفات لتشمل تطوان، طنجة، الرباط، وجدة، مراكش، الدار البيضاء، فاس، أكادير، الجديدة، والناظور. تأتي هذه المرحلة بعد أيام أولى من التحركات المحدودة، لتعكس تصاعد الغضب الشبابي وتوسيع رقعة التعبير عن المطالب الاجتماعية والسياسية.
مواجهات محدودة مع القوات العمومية
في الدار البيضاء، خرج عشرات الشباب إلى شوارع جوطية درب غلف وسط تعزيز أمني مكثف، فيما شهدت الرباط وقفة في ساحة باب الحد رفع خلالها المحتجون شعارات ضد الفساد والمطالبة بتحسين الخدمات الاجتماعية، قبل تدخل القوات العمومية لتفريقهم بالقوة.
وفي مراكش، حاول الشباب إيصال رسائلهم بشكل حضاري في ساحة جامع الفنا، غير أن التدخل الأمني كان سريعاً. أما في طنجة وتطوان، فسجلت مواجهات محدودة أسفرت عن إصابات خفيفة وتوقيف عدد من المشاركين.
التنظيم الرقمي والمرونة الميدانية
تميّز اليوم الثالث بتغيير في أسلوب تنظيم الاحتجاجات؛ حيث أعلن المنظمون عن أماكن الوقفات قبل ساعتين فقط من موعدها، بدل يومين كما كان الحال سابقاً، للحد من التدخل الأمني المبكر.
عقب كل وقفة، يعقد الشباب اجتماعات رقمية عبر منصة “ديسكورد” لتقييم التحركات وتخطيط الخطوات المقبلة، ما يعكس مستوى متطوراً من التنظيم الرقمي والمرونة الميدانية لدى المحتجين.
ارتفاع وتيرة الاعتقالات وتدخل السلطات
وفق مصادر حقوقية ومحلية، تجاوز عدد الموقوفين 120 شخصاً في اليوم الثالث، أُطلق سراح بعضهم فيما أُحيل آخرون على التحقيق بتهم تتعلق بـ”التحريض على التجمهر” و”تعريض الأمن العام للخطر”.
التوقيفات تركزت في مدن تطوان، طنجة، الرباط، وجدة، والدار البيضاء، واستهدفت المشاركين في وقفات غير مرخصة.
شباب يبحث عن صوت مسموع
الاحتجاجات تكشف بوضوح عن رغبة جيل زد في جعل صوتهم مسموعاً، والتعبير عن استياء من الفساد والخدمات الاجتماعية، في وقت تتعامل فيه السلطات بحذر شديد مع التحركات غير المصرح بها، ما يفتح نقاشاً مستمراً حول حرية التجمع والتعبير في المغرب.