أكد خبراء في العلاقات الدولية أن توقيع المغرب وفرنسا إعلانًا مشتركًا في مجال التعاون القانوني والقضائي، مطلع الأسبوع الجاري، يمثل نقلة نوعية في مسار الشراكة الثنائية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة، مثل الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
وتأتي هذه الخطوة عقب نجاح الأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك عدة خلايا إرهابية كانت تخطط لهجمات، مما يبرز دور الرباط المحوري في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
إطار استراتيجي لتعزيز الشراكة
وصف الباحثون الإعلان، الذي وقعه وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي ونظيره الفرنسي جيرالد دارمانان، بأنه “إطار استراتيجي لاتفاقيات أكثر تفصيلًا”، تعزز التعاون القضائي وترسخ التنسيق الأمني بين البلدين.
وأكدوا أن المغرب يحظى بمصداقية عالية في تبادل المعلومات الأمنية، ما يجعله شريكًا موثوقًا لفرنسا في مكافحة الإرهاب.
تنويع التحالفات القانونية والقضائية
يرى لحسن أقرطيط، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الإعلان يعكس تنوع الشراكات القانونية للمغرب، لا سيما بعد اتفاق مماثل مع إسبانيا، ما يعزز حضوره في المشهد القانوني الدولي.
وأضاف: “هذا التعاون يعكس استجابة استراتيجية للتحديات المشتركة، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة.”
وأشار إلى أن المغرب لا يكتفي بضمان أمنه الداخلي، بل يضطلع بدور رئيسي في تأمين المعابر التجارية البحرية في كل من المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ما يعزز مكانته كشريك رئيسي لفرنسا في القضايا الأمنية.
توسيع نطاق التعاون الأمني والقضائي
بدوره، أكد محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية، أن هذا الإعلان يفتح الباب أمام اتفاقيات مستقبلية أكثر تفصيلًا حول تسليم المطلوبين وتعزيز آليات مكافحة الجريمة المنظمة. وأضاف: “التنسيق بين المؤسسات القضائية المغربية والفرنسية يعزز الجهود المشتركة ويعكس تطور العلاقات الثنائية نحو مستوى أكثر تكاملًا.”
رؤية متكاملة لمواجهة المخاطر
يرى نشطاوي أن توقيع هذا الإعلان يعكس رؤية استراتيجية تجعل من الأمن والتعاون القضائي ركيزتين أساسيتين في العلاقات المغربية الفرنسية.
كما يبرز التزام المغرب بمسؤولياته الإقليمية والدولية، مما يدفع باريس إلى توطيد شراكتها مع الرباط لمجابهة التحديات القانونية والأمنية الملحة.
خطوة تعزز العلاقات الثنائية
في ختام تحليلاتهم، أكد الباحثون أن هذا الإعلان المشترك يعكس عمق التفاهم بين البلدين، ويمثل خطوة حاسمة في تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
كما يرسخ الترتيبات الخاصة بترحيل الأشخاص غير النظاميين من فرنسا، ما يعكس نموذجًا ناجحًا للتكامل الأمني والقانوني بين المغرب وشركائه الدوليين.