فضيحة تهز بنكًا مغربيًا: هل يدفع الزبائن ثمن نزوات موظف؟

أميمة القاسمي27 مارس 2025آخر تحديث :
فضيحة تهز بنكًا مغربيًا: هل يدفع الزبائن ثمن نزوات موظف؟

فضيحة تهز القطاع البنكي: موظف يختلس 91 مليون سنتيم للمقامرة.. والقضاء يُنزِل به عقوبة قاسية

في تطور صادم يهز أركان الثقة في القطاع المصرفي، أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الرباط، يوم الاثنين، حكمًا بالسجن لمدة سنتين نافذتين ضد إطار بنكي يعمل في وكالة بمدينة القصر الكبير.

الإدانة جاءت بعد ثبوت تورطه في اختلاس أموال زبائن البنك واستخدامها في ألعاب الحظ عبر شركة رهانات رياضية عالمية، في فضيحة مالية مدوية.

المحكمة تلزمه بإعادة “المسروقات” وتعويض البنك.. وغرامة ضخمة لخزينة الدولة

لم يكتف القضاء بإدانة المتهم بالسجن، بل ألزمه أيضًا بإرجاع مبلغ 91 مليون سنتيم إلى البنك المشتكي، الذي يعود رأسماله للدولة، بالإضافة إلى دفع تعويض قدره 10 ملايين سنتيم عن الأضرار التي لحقت المؤسسة البنكية جراء ممارساته الإجرامية.

كما فرضت عليه غرامة مالية باهظة قدرها مليونين درهم لصالح خزينة الدولة، ليبلغ إجمالي المبالغ المستحقة 103 ملايين سنتيم.

اختلاسات بالجملة وتزوير بيانات.. تفاصيل الإدانة الصادمة

رغم تبرئة المتهم من تهمة “التبديد”، إلا أن المحكمة أدانته بتهم خطيرة تتعلق باختلاس أموال عامة كانت تحت تصرفه بحكم وظيفته البنكية، بالإضافة إلى الاحتيال عبر الولوج غير المشروع إلى الأنظمة المعلوماتية وتزوير بيانات، مما ألحق أضرارًا بالغة بالزبائن والبنك على حد سواء.

اعترافات صريحة.. ومحاكمة سريعة

لم يجد المتهم مفرًا من الاعتراف بفعلته، حيث أقر باستغلال أموال زبائن البنك في ألعاب الحظ، وهو ما ساهم في تسريع إجراءات المحاكمة بعد إحالته مباشرة من قبل الوكيل العام للملك إلى غرفة الجنايات الابتدائية، دون المرور بمرحلة التحقيق التفصيلي.

شكاوى الزبائن تكشف المستور.. وتلاعبات مالية بملايين السنتيمات

الخيوط الأولى لهذه الفضيحة بدأت تتكشف بعد شكوى رسمية تقدمت بها المؤسسة البنكية لدى النيابة العامة، إثر تلقيها شكاوى متكررة من زبائن أكدوا تعرض حساباتهم للاختراق والقرصنة.

وكشفت التحقيقات الداخلية للبنك عن وجود تلاعبات في الحسابات تقدر قيمتها بأكثر من 90 مليون سنتيم، رغم اعتراف المتهم في البداية بسرقة 60 مليون فقط.

البنك يتحرك سريعًا.. واستقالة قسرية للمتهم

في خطوة استباقية، أجبرت المؤسسة البنكية المتهم على الاستقالة من منصبه وعلقت مهامه فور بدء لجنة التدقيق الداخلي عمليات المراجعة والفحص المالي.

وأكدت هذه اللجنة أن العجز المالي المكتشف بلغ 91 مليون سنتيم موزعة على حسابات زبائن استُهدفت بشكل مباشر من قبل المتهم.

القانون يغلظ العقوبة.. ورسالة قوية لمكافحة الفساد المالي

توضح هذه القضية الخطيرة أهمية التشدد في التعامل مع الجرائم المالية، حيث ينص الفصل 544 من القانون الجنائي على عقوبات تصل إلى السجن خمس سنوات وغرامات مالية كبيرة، إذا ثبت التلاعب أو إساءة استخدام الشيكات أو الأموال العامة.

الحكم الصادر بحق هذا الموظف البنكي يمثل رسالة قوية لكل من تسول له نفسه المساس بأموال المؤسسات والزبائن.

دعوة لتعزيز الرقابة.. واستعادة الثقة في القطاع المصرفي

تبرز هذه الحادثة المروعة حاجة المؤسسات المالية إلى تعزيز أنظمة الرقابة والشفافية بشكل جذري، لضمان حماية حقوق الزبائن وصيانة الثقة في النظام المصرفي.

كما تمثل دعوة ملحة لتعزيز التدابير القانونية والمحاسبة الصارمة في مواجهة الجرائم المالية التي تهدد استقرار الاقتصاد الوطني.

فهل تكون هذه القضية بمثابة نقطة تحول نحو مزيد من الشفافية والنزاهة في القطاع البنكي المغربي؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة