رغم مرور سنوات على إطلاقه كأحد أبرز الاستراتيجيات الوطنية في القطاع الفلاحي، تكشف دراسة حديثة أن حوالي ثلث المغاربة لم يسبق لهم أن سمعوا بمخطط المغرب الأخضر، ما يضع تساؤلات حول مدى تواصل السياسات العمومية مع الرأي العام.
وعي محدود وتأثير ملموس
الاستطلاع الذي أنجزه المعهد المغربي لتحليل السياسات ضمن “المؤشر الأخضر – الموجة الأولى”، أظهر أن 64 في المئة من المستجوبين يعرفون بالمخطط، مقابل 33 في المئة أكدوا العكس. ورغم هذا التفاوت في المعرفة، فإن أكثر من نصف المستجوبين (53 في المئة) اعتبروا أن المخطط ساهم فعليًا في تحسين القطاعين الفلاحي والاقتصادي.
البيئة في قلب النقاش
عند سؤال المواطنين عن دور المخطط في القضايا البيئية، اعتبر 58 في المئة أنه ساهم في حماية البيئة ومعالجة التحديات المناخية، بينما أبدى جزء مهم عدم اقتناعه أو عبر عن غياب معرفة كافية. ويعكس هذا التباين فجوة بين السياسات المعلنة ومستوى الوعي الشعبي بها.
قلق متزايد من التغير المناخي
ما لا يختلف حوله المغاربة هو حجم الخطر المناخي: 78 في المئة يرون أن التغير المناخي تهديد مباشر للمغرب، مستندين إلى تجارب يومية مع الجفاف، ارتفاع الحرارة، والظواهر المناخية القاسية. غير أن هذا القلق لا يترجم دائمًا إلى انخراط عملي، إذ أقر 52 في المئة بأنهم لا يعرفون القوانين والسياسات البيئية القائمة.
وعي لا يكفي وحده
تكشف نتائج “المؤشر الأخضر” أن غالبية المغاربة يدركون تحديات المناخ، لكن هذا الوعي يظل غير كافٍ ما لم يتحول إلى التزام عملي ومجتمعي. وهو ما يضع أمام صناع القرار تحديًا مزدوجًا: تعزيز المعرفة بالاستراتيجيات الوطنية وربطها بشكل أوضح بحياة المواطنين اليومية.