وقفة الكرامة في طنجة: الشغيلة البنكية ترفع الصوت في وجه الصمت الإداري

بنعيسى صمصم3 يونيو 2025آخر تحديث :
وقفة الكرامة في طنجة: الشغيلة البنكية ترفع الصوت في وجه الصمت الإداري

في مشهد اتّسم بالرصانة والالتزام، احتضن المقر الجهوي للبنك الشعبي بطنجة، مساء السبت، وقفة احتجاجية سلمية نظمتها الشغيلة البنكية بجهة طنجة–تطوان، للتنديد بما وصفوه بـ”الجمود الإداري وغياب التفاعل مع معاناة الأطر والمستخدمين”.

رسالة الغضب النبيل: احتجاج بصوت العقل

الوقفة، التي دعا إليها الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للقرض الشعبي للمغرب، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، لم تكن مجرد تجمّع نقابي عابر، بل لحظة وعي جماعي جسّدت نضجًا في المواقف ووحدة الصف البنكي.

الحضور اللافت لقيادات نقابية وازنة من المكتب التنفيذي الوطني أضفى على المشهد طابعًا وطنيًا ورسّخ وحدة الجبهة الاجتماعية داخل المؤسسة.

شعارات تُلامس الجوهر: “الكرامة أولاً

وسط شعارات مؤثرة ولافتات تنبض بالأمل والاحتجاج، عبّر المشاركون عن غضبهم مما اعتبروه تجاهلاً متكرّرًا من الإدارة، مؤكدين أن هذه الوقفة لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة مسار طويل من المراسلات والمطالب غير المستجابة.

إحدى الموظفات، بخبرة تفوق 15 عامًا، لخصت الموقف بكلمات صادقة:
لسنا ضد المؤسسة، بل نطالب بإعادتها إلى حضن مستخدميها. حين يُستبدل الحوار بالتجاهل، نصبح مجبرين على رفع الصوت.”

صوتٌ واحد… مطلب واحد: حوار مسؤول وإصلاح فوري

الوقفة التي استمرت لأكثر من ساعتين، جمعت مستخدمين من مختلف أقاليم المملكة، جميعهم حملوا مطلبًا مركزيًا: فتح حوار جاد ومسؤول، يعيد التوازن إلى بيئة العمل ويصون كرامة الأطر البنكية.

أحد أعضاء المكتب النقابي الجهوي قالها بوضوح في كلمته:
طرقنا كل الأبواب… لكن حين لا نجد من يصغي، نلجأ إلى لغة الشارع الواعي. نؤمن أن التغيير يبدأ من هنا.”

انضباط ووعي نضالي يُحتذى به

رغم حجم الحشد، سادت الوقفة أجواء من الانضباط والمسؤولية، أكدت أن الشغيلة البنكية واعية بدورها وبحقوقها، وتُراهن على النضال السلمي كأداة حضارية لإحداث التغيير.

بيان تحذيري… وصفحة جديدة مشروطة بالاحترام

في ختام الوقفة، أصدر الفرع النقابي بيانًا شديد اللهجة حمّل فيه الإدارة الجهوية والمركزية مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع إن استمر الصمت.

البيان دعا إلى فتح صفحة جديدة قوامها الثقة والتفاهم، محذرًا من الانزلاقات التي قد تُسيء إلى سمعة المؤسسة وتاريخها.

وقفة من أجل الكرامة… وليست ضد المؤسسة

ما بين من اعتبر الوقفة لحظة احتجاج، ومن رآها ولادة وعي نقابي جديد، خرج الجميع برسالة واحدة:
الكرامة لا تُمنح… بل تُنتزع. والعمل البنكي لا يستقيم دون احترام الإنسان الذي يصنعه.

وقفة السبت كانت أكثر من مجرد احتجاج… كانت نداء أمل بأن الحوار حق لا يمكن مصادرته، وأن الكرامة المهنية خط أحمر لا يقبل المساومة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة