سنة بدون صخب… الآباء يثمّنون الاستقرار
مع اقتراب إسدال الستار على الموسم الدراسي الحالي، عبّر العديد من آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب عن ارتياحهم لما وصفوه بـ”سنة استثنائية في هدوئها”، مقارنة بمواسم سابقة شابها التوتر والإضرابات التعليمية.
وأكدت كل من الفيدرالية الوطنية والكونفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ أن الموسم مرّ في ظروف مستقرة، ما سمح باحترام الروزنامة الدراسية وإنهاء البرامج التعليمية في وقتها، خاصة في المدارس العمومية التي تحتضن غالبية أبناء المغاربة.
إشادة بتنظيم الموسم… وإنجازات على الأرض
في تصريح لـهسبريس، اعتبر خالد عكوري، رئيس الفيدرالية، أن الموسم الحالي هو “الأكثر استقرارًا منذ سنة 2017″، مشيرًا إلى أن التلاميذ تمكنوا من استكمال دروسهم واجتياز اختباراتهم دون تقليص أو تأخير.
كما نوه بأداء تلاميذ التعليم العمومي الذين تصدر عدد منهم قوائم المعدلات المرتفعة في امتحانات البكالوريا.
نجاح نسبي ومكافحة للغش
ورغم التراجع الطفيف في نسب النجاح مقارنة بالسنة الماضية، فقد اعتُبر المعدل العام “جيدًا”، في ظل تراجع كبير في حالات الغش بفضل تشديد المراقبة من طرف الوزارة الوصية.
هذا الإنجاز يعزز مصداقية الشهادات ويرسّخ ثقافة الجدية داخل المؤسسات التعليمية.
مدارس الريادة والإصلاح قيد المتابعة
وبخصوص الورش الإصلاحي الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية ضمن خارطة الطريق 2022-2026، خاصة برنامج “مدارس الريادة“، أكد عكوري أن الجمعيات تتابع عن كثب مراحل التنزيل، وتحرص على تقييمه من حيث الأثر والجودة.
دعوة لتسريع التسجيلات وإنقاذ البدايات
وفي رسالة واضحة للوزارة، دعا عكوري إلى برمجة التسجيلات وإعادة التسجيل في نهاية الموسم الدراسي بدل تركها لبداية الموسم الجديد، تفاديًا للاكتظاظ الإداري وتأخر انطلاق الدروس، وهي ظاهرة تتكرر كل عام وتربك الأسر والإدارات على حد سواء.
كشاني: الاستقرار يجب أن يكون القاعدة لا الاستثناء
من جهته، شدد سعيد كشاني، رئيس الكونفدرالية، على أن الهدوء الذي طبع الموسم الحالي “يجب أن يتحول إلى قاعدة دائمة، لا استثناء مؤقت”، مضيفًا أن العودة إلى الفوضى أو التعثرات لن تكون مقبولة بعد الآن.
ملاحظات مستمرة… والتعليم ما زال بحاجة لتطوير
ورغم الإشادة العامة، لم يغفل كشاني الإشارة إلى التحديات المستمرة، وعلى رأسها تحسين جودة التعليم، والارتقاء بترتيب المغرب في التصنيفات الدولية، ومعالجة السلوكيات غير التربوية داخل الفضاء المدرسي، والتي لا تزال تسيء إلى المناخ العام داخل المؤسسات.
ميزانيات ضخمة وأسئلة مشروعة
في ختام تصريحاته، شدد كشاني على ضرورة تقييم الإصلاحات الجارية، والتأكد من تناسب النتائج المحققة مع الاعتمادات المالية المرصودة لها، في ظل مطالب متزايدة بتدبير أكثر نجاعة وشفافية لموارد المدرسة العمومية.
خلاصة: موسم بلا ضجيج… لكن التحديات لم تغادر الساحة
هدوء هذا الموسم الدراسي يُعد خطوة مهمة في اتجاه ترسيخ مدرسة عمومية قوية وجذابة، لكن الحفاظ على هذا المسار يتطلب المزيد من الالتزام، والمحاسبة، والاستماع لصوت الأسر والتلاميذ… لأن التعليم لا يُقاس فقط بنجاح موسم، بل بجودة جيل.