توج الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، بجائزة فكرية رفيعة، وهو تكريم تركي في “توضيح طرق التغلب على أزمات الفكر، وبناء عالم أكثر عدلا وأخلاقا” وإسهامه في التنبيه إلى”ضرورة إستعادة الإستقلال الفكري للعالم الإسلامي”.
أتى هذا التكريم الجديد لطه عبد الرحمن، بعد شهور من تكريم مماثل له، نظمته جائزة الدوحة للكتاب العربي، التي تحتفي بالإنتاج المعرفي الذي فيه “رفد للفكر والإبداع في الثقافة العربية، وتميز بالجودة والأصالة، وأن يتكلل إضافة إلى المعرفة والثقافة الإنسانية”.
وسبق أن وشح الملك محمد السادس حفظه الله، سنة 2014 طه عبد الرحمن، بوسام الكفاءة الفكرية، وهو ما إعتبر الموشح أنه “لم يكرم فحسب شخصي أو عملي، بل كرم الكلمة الحرة، وكرم الفكرة الحية، لدى كل مفكر ولدى كل مبدع، في هذا البلد الطيب”.
ومن بين الجوائز التي نالها طه، في طريق إنتاجه المعرفي، جائزة محمد السادس، للفكر و الدراسات الإسلامية، التي سلمها التي سلمها له الملك محمد السادس حفظه الله، في ذكرى المولد النبوي، لعام 1435 للهجري، مكافأة له، على الجهود التي قدمها في خدمة البحث العلمي والفكر الإسلامي، وفق بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حول الدورة الثالتة عشرة من الجائزة، وتوجت جائزة المغرب للكتاب طه عبد الرحمن مرتين، في سنة 1988 عن كتابه *في أصول وتحديد علم الكلام*، في سنة 1995 إحتفاء بكتابه *تجديد المنهج في تقويم التراث* كما سبق أن توج كتاب طه *سؤال الأخلاق*، سنة 2006 بجائزة الدراسات الإسلامية، التي تقدمها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، من لغات بحثه الألمانية واليونانية القديمة و اللاتينية، نال شهادة دكتوراه السلك الثالتة من جامعة “السوربون” الفرنسية سنة 1972 في *فلسفة اللغة* ثم دكتوراه الدولة، من الجامعة نفسها، بأطروحة في “المنطق والمنهجية الأصولية”.
ودرس تلاث عقود ونيف مناهج المنطق وفلسفة اللغة بجامعة محمد الخامس بالرباط، والجامعات دول عديدة، تونس، الجزائر، مص، السودان، ليبيا، العراق.
ويرى أن أصل الفلسفة كونها، ليست فكرا مجردا بل “سيرة حية” وأنها في الأصل ليست التفكير الذي يتوسل، بالعقل المجرد، وإنما هي ممارسة حية تتوسل بالعقل المسدد، إصلاحا للإنسان، كما يدافع طه في علاقة الفلسفة والحكمة، عن أنها في الأصل لم تكن علاقة إمتلاك بل علاقة ائتمان، فالفلسفة في أصلها، عبارة عن الائتمان على الحكمة، حيث يتعين على الفيلسوف، أن يرجع هذا التطور الأئتماني للفلسفة، كما يدافع عن الفلسفة المسدودة، برؤية أن الفلسفة ليست تفكيرا في الأشياء، على مقتضى العقل المسدد، إبتغاء إصلاح الإنسان.