مع العد التنازلي لاستضافة المغرب لكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، وجد نفسه في مرمى حملة دعائية مغرضة، تحاول النيل من سمعته عبر مزاعم ملفقة حول “إبادة جماعية للكلاب الضالة“. هذه الادعاءات، التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل وبعض المنابر الأجنبية، سرعان ما انكشفت خلفياتها السياسية وأهدافها الخفية، بعدما تبين أنها جزء من حملة منظمة تقودها أطراف تكن عداءً واضحًا للمملكة.
سيناريو مشابه لما واجهته قطر قبيل مونديال 2022
في مشهد يذكّر بالحملات التي طالت دولة قطر قبل استضافتها لكأس العالم، يواجه المغرب اليوم حربًا إعلامية ناعمة تستهدف صورته الدولية، خاصة بعد حصوله على إجماع دولي غير مسبوق كشريك موثوق في تنظيم التظاهرة الكروية الأكبر عالميًا.
حقوق الحيوان في واجهة التسييس
وسط هذه الحملة، برزت أصوات تدعي الدفاع عن حقوق الحيوان، لكن نبرتها الشعبوية وخطابها المبالغ فيه كشفا عن أهداف سياسية مبيّتة. من بين هذه الوجوه، ظهرت الصحفية ليلى ضيف، المقيمة في أكادير، التي نظّمت مؤخرًا وقفة احتجاجية في باريس ضد ما وصفته بـ”إبادة الكلاب”، مستندةً إلى خطاب عاطفي يفتقر إلى الحد الأدنى من التحقق أو المصداقية.
الواقع: سياسة إنسانية وتشاركية في تدبير الظاهرة
خلافًا لما يُروَّج، يتبنى المغرب منذ سنوات مقاربة إنسانية ومستدامة في التعامل مع الكلاب الضالة، ترتكز على التعقيم والتلقيح وتوفير البنى التحتية الضرورية، بدعم مباشر من الجماعات الترابية وبتنسيق مع القطاعات الوزارية المختصة.
الداخلية توضح وترد بحزم
في مواجهة الحملة، نفى محمد الروداني، رئيس قسم حفظ الصحة والمساحات الخضراء بوزارة الداخلية، بشكل قاطع ما يُروج عن وجود خطة للقضاء على ملايين الكلاب الضالة. وأكد في تصريح رسمي لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “كل ما يُتداول بهذا الشأن مجرد مغالطات لا أساس لها من الصحة“، مشددًا على أن الدولة تعتمد حلولًا أخلاقية ومطابقة للمعايير الدولية في مجال الرفق بالحيوان.
صوت مضاد من الداخل الرقمي
وفي ضربة موثوقة للرواية المغلوطة، نشر اليوتيوبر المغربي الشهير “الروكما“ فيديو تحليليًا بعنوان: “هل سيقضي المغرب على 3 ملايين كلب ضال من أجل كأس العالم 2030؟
إليكم الحقيقة”، فند فيه المزاعم المتداولة وكشف التلاعب الوقائعي وراء الحملة، مسلحًا بالأرقام والوثائق الرسمية، ومبرزًا جهود الدولة في تدبير هذا الملف الحساس.