بقلم : يوسف كركار
رغم التحولات التنموية التي تشهدها مدينة الداخلة، لا تزال أزمة النقل الحضري تُشكّل معاناة يومية للمواطنين، خاصة في ظل تزايد الكثافة السكانية واتساع الرقعة العمرانية، ما أدى إلى اختناق في حركة التنقل وارتفاع مهول في التسعيرة، خصوصًا في اتجاه الشواطئ والمناطق السياحية.
من المدينة إلى الشاطئ… جيب المواطن يدفع الثمن
في غياب نقل حضري منظم ومستدام، يعتمد الكثير من سكان الداخلة على سيارات خاصة غير مرخصة للتنقل نحو الشواطئ مثل “فم بئر” و”بوطلحة”، وهي وجهات حيوية خلال فصل الصيف.
▪ فم بئر: يصل ثمن الرحلة من وسط المدينة إلى هناك إلى 70 درهمًا ، في غياب أي دعم أو تنظيم.
▪ بوطلحة: رغم قربها النسبي، يبلغ سعر التنقل إليها 150 درهمًا، ما يُرهق ميزانية العائلات المتوسطة والفقيرة.
غياب البدائل يفتح الباب للفوضى
في ظل غياب خطوط حافلات أو نقل جماعي منظّم، وندرة سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، وجدت العائلات نفسها رهينة مضاربات سائقي “النقل غير المهيكل”، الذين يستغلون الطلب المرتفع، خاصة في أوقات الذروة والمواسم.
النساء والأطفال أول المتضررين
أشارت شهادات مواطنين إلى أن النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا من غياب النقل المنتظم، حيث يجدون صعوبة في الوصول إلى أماكن الترفيه أو البحر، مما يضرب في العمق الحق في التنقل والولوج للفضاءات العمومية.
مطالب بتدخل عاجل وفتح ورش حقيقي للنقل
يطالب سكان الداخلة السلطات المحلية والمجالس المنتخبة بـ:
- إحداث شركة نقل حضري قادرة على تلبية الحاجيات المتزايدة.
- ربط المدينة بالشواطئ عبر خطوط نقل منتظمة وبتسعيرة معقولة.
- مراقبة النقل غير المرخص الذي يستغل الفراغ القانوني.
- تشجيع الاستثمار المحلي في قطاع النقل بشراكات مع الخواص.
نحو نقل حضري يواكب طموحات الداخلة
الداخلة اليوم ليست فقط مدينة صاعدة اقتصاديًا، بل هي أيضًا وجهة سياحية وميناءً مستقبليًا واعدًا، ما يجعل من إصلاح منظومة النقل الحضري ضرورة تنموية وأمنية واجتماعية لضمان توازن المدينة وتوفير حياة كريمة لسكانها وزوارها.